فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية القرشية صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها وأرضاها. أمها خديجة بنت خويلد عليهما السلام. اختلف المؤرخون والرواة في زمن مولدها فقيل أنها ولدت بعد البعثة أو عندها, وقيل قبل البعثة بسبع سنين, والأقرب أنها ولدت وقريش تبني الكعبة قبل البعثة بخمس سنين. وهي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد زينب ورقية وأم كلثوم عليهن السلام.
نشأت
في بيت النبوة, وتنبهت على أنوار البعثة والهدى, وكانت ترى ما يتعرض له والدها صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم من عذاب وأذى في مكة قبل الهجرة وهي فتاة شابة؛ فقد كانت في تلك الفترة الزمنية بين الخامسة والثامنة عشر من عمرها, وكانت صامدة مدافعة عن رسول الله في وجه طغيان وآذى كفار قريش, ولكثرة مواقفها البطولية والمساندة لرسول الله خاصة بعد وفاة والدتها خديجة لقبت بأم أبيها.
وبعد الهجرة إلى المدينة بأشهر يسيرة زوجها رسول الله من ابن عمه علي بن أبي طالب وكان مهرها درعا غنمها علي في غزوة بدر وأنجبت منه الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفي ذرية الحسن والحسين وزينب بقي عقبها وعقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان بيتها بيتا مباركا بدعاء النبي وتوجيهه لأهل هذا البيت بالذكر والعبادة, وكان بيتا معطاء على قلة ذات اليد, وكانت فاطمة تعمل في بيتها بيدها لا يخدمها خادم وتستعين بوصية رسول الله لها بالتحميد والتسبيح والتكبير.
لقبت رضي الله عنها بالزهراء والبتول وأم أبيها ولها ألقاب أخرى ولكل من هذه الألقاب سبب مختلف فيه, ولكنها أسباب خير وفضل.
لها مناقب وخصائص وفضائل كثيرة؛
فهي خير نساء العالمين ومن النساء الأربع الآتي كملن وهن خديجة بنت خويلد وآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وفاطمة عليهن السلام, وقال فيها رسول الله أنها بضعة يؤذيه ما يؤذيها ويربيه ما يريبها, وقيل أنها خير النساء بعد مريم بنت عمران, وقيل أنها خير نساء أمة محمد ثم خديجة ثم عائشة, وكلهن فاضلات رضوان الله عليهن أجمعين وعلى آل رسول الله من أزواجه وذريته وعلى صحبه والتابعين بإحسان, قالت عنها عائشة: "ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها" رضي الله عنهن. وفي فاطمة عقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لازمت رسول الله حتى توفاه الله وكان قد أسر إليها أنها أول من يلحق به من أهله فكان ذلك فقد توفيت ولحقت به بعد ستة أشهر تقريبا, وكانت زمن خلافة أبي بكر رضي الله عنه على قدرها ومكانتها عند المسلمين, وكان بينها وبين أبي بكر ما كان من خلاف حول ما ترك رسول الله هل هو لورثته أم يكون صدقة؛ ففعل أبو بكر بما علمه من رسول الله فجعلها صدقة, وكذلك بقيت في زمن الخلفاء بعده حتى في زمن علي رضي الله عنهم أجمعين, ولمكانتها كان أبو بكر يترضاها في هذا الأمر ووردت روايات في أنها رضيت عنه وقد علمت قصده وحجته وهذا ما نعتقده بآل بيت رسول الله وصحبه الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.
وفاتها
دفنت بالمدينة ولها تسعة وعشرون عاما سنة احدى عشرة للهجرة. وكانت أول من غطي نعشها من المسلمات ذلك أنها أوصت بذلك لشدة حيائها أن يصف الكفن جسدها للرجال رضي الله عنها وأرضاها