الحلم من أفضل الأخلاق التي يتزين بها المسلم , وقد امتدح صلى الله عليه وسلم الحليم بقوله :
ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
وأقص عليك موقفا لأمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه مع أحد السفهاء الذي أراد استفزاز الخليفة
فقد تراهن هذا السفيه مع صديقٍ له على أن يستثير غضب أمير المؤمنين؛معاوية بن أبي سفيان، وهو المعروف بحلمه وعبقريته، لكن السفيه قد أعد لذلك من الطيش وسوء الأدب ما يفوق حدود الحلم، والصبر فقد اتّجه إلىمعاوية بعد أن فرغ من الصلاة ووضع يده على لحم معاوية تحت ملابسه , وسط ذهول الجميع ثمّ قال له بكل وقاحة وسوء أدب : "مرحى يا معاوية لقد ضاهيت
( ماثلت )أمّك هنداً في لحمها وشحمها! "
وحبس الحاضرون أنفاسهم غضبا من سوء أدب ذلك السفيه وانتظاراً لما سيفعل به الخليفة عقابا له على سوء فعله! لكن معاوية فاجأهم بما لم يتوقعه أحد منهم فنظر إلى لسقيه وقال بصوتٍ هادئ: "رحمها الله رحمة واسعة .. لم تكن كذلك في أخريات أيامها! "
ثمّ انصرف ولم ينطق بكلمة أخرى ، وفشل السفيه في مسعاه .